Sunday, February 13, 2011

ഇബാദത്ത്

« تعريف العبادة; تصحيح النيّة وصحة العمل»
بقلم: عابر سبيل
العبادة, ما هي ..؟
يعتقد  كثيرون أن  العبادة  في الإسلام  مقتصرة  على  الإتيان  بالأركان, من  صلاة  وزكاة  وصوم وغيرها.. وهم في ذلك  قد  وقعوا  في  الغلط..!  لان  الصحيح  هو أن  العبادة  تشمل أمورًا  أوسع  من  ذلك  بكثير, حتى  ذهب المحققون  من  أهل  العلم  إلى  القول  بأنها  تعني  كل  قول أو فعل  يرضاه ألله  ويرضى عن  صاحبه. وها أنا  أسوق لك , بتوفيق  الله , على  ذلك  بعض  الأدلة  الشرعية , من  الكتاب  والسنه, على  سبيل  المثال  لا  الحصر.
فالدعاء عبادة , ودليله من  الكتاب ” وقال  ربكم  ادعوني  أستجب  لكم ” . أمّا  دليله  في  الحديث الشريف, فقوله  صلى  الله  عليه وسلم: ” الدعاء  مخ  العبادة “.
والذكر والتفكر عباده , ودليله  من  القرآن  قوله  تعالى : ” الذين  يذكرون  الله  قيامًا  وقعودًا  وعلى  جنوبهم ويتفكرون  في  خلق  السموات  والأرض..” .  ومن  الحديث: ” صلاة  ركعتين  بتفكر خير من  قيام ليلة  والقلب  ساه ٍ “.
والاستغفار عبادة, ودليله  في  الفرقان  قول ألله عز  وجل: ” ويا  قوم  استغفروا  ربكم  ثم  توبوا  إليه  يرسل السماء  عليكم  مدرارا…”.  وفي الحديث  النبوي : ” إني لأستغفر ألله  في  المجلس  الواحد مئة  مره “.
والاستعاذه , ودليلها  قول  ألله : ” قل  أعوذ  برب ألفلق“   ,  ” قل أعوذ  برب  ألناس
والاستعانه, ودليلها  في  القرآن : إيّاك  نعبد  وإيّاك  نستعين” . وفي الحديث : “.. وإذا استعنت  فاستعن  بالله ..”.
والإنابه, ودليلها  قول  الله : ” وانيبوا  إلى  ربكم  وأسلموا  له  من  قبل أن  يأتيكم  العذاب  ثم لا  تنصرون“.
والتوكل, ودليله قوله سبحانه : ” وعلى ألله  فتوكلوا  إن  كنتم مؤمنين“.
والصبر, ودليله  قول  ألله : ” يا  ايّها  الذين  آمنوا اصبروا  وصابروا  ورابطوا  واتقوا  ألله  لعلكم  تفلحون ” , وقوله : ” يا  أيّها  الذين  آمنوا  استعينوا  بالصبر  والصلاة  إن  ألله  مع  الصابرين
والخوف, ودليله قوله  تعالى : ” فلا  تخافوهم  وخافون ِ إن  كنتم  مؤمنين ” . وفي  الدعاء  المأثور: “ اللهم لا  تسلط  علينا  بذنوبنا  من  لا  يخافك  ولا  يرحمنا “.
والذبح, ودليله ” فَصَل ِ  لربك  وانحر “.
والهجرة  والجهاد  وتحمل  ألأذى في  ذلك , ودليله  قول ألله : ” فالذين  هاجروا وأخرجوا  من  ديارهم وأوذوا  في  سبيلي  وقاتلوا  وقتلوا  لأكفرن  عنهم  سيئاتهم..”
تعلم  العلم  وتعليمه الناس, ودليله :  ” قل  هل  يستوي  الذين  يعلمون  والذين  لا  يعلمون“  ;  ” إنما  يخشى  اللهَ من  عباده  العلماء ُ “   ;   ” يرفع  الله  الذين  آمنوا  منكم  والذين أوتوا العلم درجات” . وفي  الحديث : ” خيركم  من  تعلم  القرآن  وعلّمه “  ;  ” من  يرد ألله  به  خيرًا  يفقهه   في  الدين “  ;  ” العلماء  ورثة  الأنبياء “. وعن  معاذ  بن  جبل  رضي  ألله  عنه :” تعلموا  العلم  فإن  تعلمه  لله  فريضة , وطلبه  عبادة ومدارسته  تسبيح ” . وعن الحسن  رحمه الله: ” لولا  العلماء  لصار الناس  مثل  البهائم
ومثل الذي  ذكرت , الرغبة و الرهبة و الاستغاثة و الشكر و تلاوة  القرآن والإصغاء  له  بل  وحتى  النظر  فيه  و النظر  إلى  الكعبة  الشريفه وغير  ذلك  كثير ..!
بعد  أن  عرفنا  معنى  العبادة , نقول  إن  للعبادة , كي  تتقبل  ويرجى  لصاحبها  الثواب , شرطين  أساسيين لا بد منهما  ; تصحيح  النية  وإخلاص  العمل  لله و أن  تكون  العبادة  صحيحة  في  ذاتها  أي  في  كيفية  أدائها .
ولنبدأ مع  الشرط  الأول :
تصحيح  النية  وإخلاص  العمل  لله :
إعلم  أعزك ألله , أن  أي  قول أو عمل  تقوم  به , ما دام  مباحًا  في  ذاته , وإن  لم  يكن  عبادة , فإنك  لو نويت  به وجه  ألله , صار طاعة  تثاب عليها !!  فأنت  لو  أكلت  وقرنت  مع  شهوتك  نيّة  ان  يكون  طعامك لأجل  تقوية جسدك  ليصبر على  العبادة  أو ليقوى على  تحصيل  رزق  من  تعول , صار  أكلك  قربة  تثاب عليها .. ولو أنك وقت تأتي إمرأتك  تنوي , إلى  جانب  متعتك  وشهوتها , أن  تحصن  نفسك  وإيّاها  لئلا  تقعا  في  المعصية , كان لك في ذلك أجرًا .. أرأيت  ما  أكرم  ألله !!
من  ناحية  أخرى, فإنك  لو  أديت  عبادة  فرضت عليك , من  غير  أن  تبتغي  بها  وجه  ألله ,  أو نويت  ذلك  ولكن  قرنت  معه  هدفّا  آخر , فإن  عملك  مردود  عليك , وليس  له  أدنى  نصيب  في  القبول .. فمثلا  الرجل إذا  صلى  في بيته  أتى  بها  سريعة , حركات  ميكانيكية  بغير  تفكر أو خشوع, أما  لو  صلى  في  مسجد  أو  بحضرة  الناس  رأيته  يحسّن صلاته  ويتمها  بقيامها  وركوعها  وسجودها , متخشعًا , متظاهرًا  بالذلة , فهذا مراء , يصلي  للناس لا  لرب  الناس, والرياء , كما قد علمت, هو الشرك الأصغر , والعياذ  بالله .
وأما , بعد  أن شرحت  لك معنى  تصحيح  النيّه , فهاك  ألأدلة  على  وجوبه :
من  الكتاب:  ” إيّاك  نعبد  وإيّاك  نستعين “. وانتبه  إلى  تقديم  الضمير / المفعول  به  على الفعل  لإفادة  الحصر,  كأنه  قال ولا  نعبد  إلا  إياك !
وما  أمروا  إلا  ليعبدوا  ألله  مخلصين  له  الدين ” . وكلمة  الدين  هنا  تعني  جميع  العبادات.
وقضى  ربك  ألا  تعبدوا  إلا  إياه “.
ومن  السنه : ” إنما  ألاعمال  بالنيات , وإنما  لكل  امرئ  ما  نوى. فمن  كانت هجرته  إلى  ألله  ورسوله ,  فهجرته  إلى  ألله  ورسوله. ومن  كانت  هجرته  لدنيا  يصيبها  أو امرأة  ينكحها , فهجرته إلى  ما  هاجر  إليه ” ( هذا  الحديث  المشهور , والذي قال  فيه العلماء  أنه  أشهر  أربعة  أحاديث  قام  عليها  ألفقه  كله,  وعنه  تفرعت الكثير  من  القواعد  الفقهيه , كقاعدة ” الأمور  بمقاصدها ” ,  يسمونه  بحديث  مهاجر  أم  قيس , وذلك  أن  رجلا  من  أهل  مكة , هاجر  وراء  المسلمين  إلى  المدينة , لا إسلامًا  أو  تدينًا , وإنما  لأنه  كان  يتعشق  امرأة  أسلمت  وهاجرت  مع  النبي , تكنى أم  قيس ). وكذلك الحديث  المعروف عن  الشهيد الذي  قاتل  وقتل لا  لإعلاء  كلمة  الله, بل  ليقال  شجاع , وألغني  الذي  تصدق لا  ابتغاء  مرضاة  ألله , وإنما  ليقال سخي , والعالم الذي تكلم  بالعلم , لا  لنشر  الدعوة , بل  ليقال  عالم . فهؤلاء  هم  أول  من  يقضى فيهم  يوم  القيامة, فيثبت عليهم الرياء, فيدخلون النار  والعياذ  بالله.
وفي  الحديث  القدسي, يقول  الله  جل  وعلا: ” أنا  أغنى  الأغنياء  عن  الشرك, فمن عمل  عملا  أشرك  فيه معي  غيري, تركته  وشركه..”
صحة  العمل  في  ذاته :
إعلم أخي أن ألله لا  يُعبد  إلا  بما  أمر , وبالكيفية  ألتي  بينها  لنا .  فلو  أن  رجلا  قام  يصلي  الفجر أربعًا  أو  الظهر ستًا , ناويًا  بذلك  وجه  الله , ظانًا  أنه بذلك  يحسن  صنعًا , أتظن  ذلك  يقبل منه ؟  أبدًا, لأنه  ليس  لأحد  أن  يستحدث  في  الدين  ما  ليس  منه, فإنه  بذلك  إنما  يتهم  الشريعة  بالنقص !
وأما  الأدلة  فقول  الله: ” وما  أتاكم الرسول  فخذوه  وما  نهاكم  عنه  فانتهوا “  ;  ” لقد  كان  لكم  في  رسول الله  أسوة  حسنه “.  وأمّا  دليله  في  السنة  فقوله  صلى  الله  عليه  وسلم: ” من  عمل  عملا  ليس  عليه  أمرنا فهو  رد“  ;  ” إيّاكم  ومحدثات  الأمور, فإن  كل  بدعة   ضلالة“  ;  ” إذا  نهيتكم عن  شيء  فاجتنبوه, وإذا أمرتكم  بأمر فأتوا منه  ما  استطعتم“.
من  هنا  قال  أهل  العلم  أن  العبادة  لكي  تكون  صحيحة  فلا  بد  لها  أن  تكون  على  السنّه.
إذن  العبادات  كثيرة , كما  قد  رأيت, ولقبولها  شرطان  ;  الأول أن  تكون خالصة  لوجه  الله  والثاني  أن  تؤدى  بالكيفية  التي  نص  عليها  الشارع.



لقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قول الله عز وجل: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم): ما العبادة؟ وما فروعها؟ وهل مجموع الدين داخل فيها أم لا؟ فأجاب - رحمه الله - عن ذلك إجابة مبسوطة مفصلة تضمنتها رسالته المعروفة باسم "العبودية" وقد بدأها بقوله:
 "العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال، الباطنة والظاهرة، فالصلاة والزكاة والصيام والحج، وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل، والمملوك من الآدميين، والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة".
 "وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك هي من العبادة لله".
وهكذا نجد أن للعبادة - كما شرحها ابن تيمية - أفقا رحبا، ودائرة واسعة، فهي تشمل الفرائض والأركان الشعائرية من الصلاة والصيام والزكاة والحج، وهي تشمل ما زاد على الفرائض من ألوان التعبد التطوعي من ذكر وتلاوة ودعاء واستغفار، وتسبيح وتهليل وتكبير وتحميد.
وهي تشمل حسن المعاملة والوفاء بحقوق العباد، كبر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان لليتيم والمسكين وابن السبيل، والرحمة بالضعفاء، والرفق بالحيوان.
وهي تشمل الأخلاق والفضائل الإنسانية كلها، من صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وغير ذلك من مكارم الأخلاق.
كما تشمل ما نسميه بـ "الأخلاق الربانية" من حب الله ورسوله، وخشية الله، والإنابة إليه وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته والخوف من عذابه.
وأخيرا تشمل العبادة الفريضتين الكبيرتين اللتين هما سياج ذلك كله وملاكه وهما: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهاد الكفار والمنافقين في سبيل الله.
بل تشمل العبادة أمرا له أهميته وخطره في الحياة المادية للناس، ذكره ابن تيمية في موضع آخر من رسالته، وهو الأخذ بالأسباب، ومراعاة السنن التي أقام الله عليها الكون قال: "فكل ما أمر الله به عباده من الأسباب فهو عبادة".
وأكثر من ذلك ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله: أن الدين كله داخل في العبادة؛ إذ الدين يتضمن معنى الخضوع والذل يقال: دنته فدان، أي: أذللته ...

No comments: